عربي

تصميم شركة “ابتكار” أول منشأة ابتكارية تركز على المستخدم في قطر

تطوير وإدارة برامج الابتكار

اكتشف المزيد

معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab)

تصميم شركة “ابتكار” أول منشأة ابتكارية تركز على المستخدم في قطر

يجر

نظرة عامة على المشروع

 

يُساهم بنك قطر للتنمية في تعزيز التنمية الاقتصادية في قطر من خلال مختلف المبادرات، التي تهدف إلى تمكين رواد الأعمال القطريين، بالإضافة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومن منطلق اهتمام بنك قطر للتنمية بتزويد كلٍ من رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنشأة شاملة تعزز من إمكانياتهم في مجالي النمذجة الأولية وتطوير المنتجات، ومن منطلق اهتمامهِ المتواصل أيضًا بإثراء البيئة العامة للابتكار في البلاد، فقد توصل البنك إلى فكرة تأسيس معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab). ولأجل تحقيق الغايات المذكورة، عقد بنك قطر للتنمية تعاونًا مشتركًا مع شركة “ابتكار”، المزود الرائد لحلول الابتكار العملية في دولة قطر، والتي تدعم بمساهمتها الفعّالة الوصول إلى اقتصاد مبني على المعرفة. وقد نص التعاون على أن تتولى شركة “ابتكار” زمام هذا المشروع الطموح بجميع تفاصيله، بما في ذلك التصميم، والابتكار، والتطوير، والإدارة

المشروع

 

تمثل التّصور الذي وضعه بنك قطر للتنمية بخصوص هذا المشروع في تأسيس معمل للتصنيع الرقمي يكون الأول من نوعه ومخصصًا لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر؛ حيث يمكنهم من تلقي الدعم التقني والاستشاري الذي يحتاجونه لتحويل أفكارهم المبدعة إلى منتجات مادية. وقد كان الدافع وراء هذا التصور سعي بنك قطر للتنمية إلى معالجة الثغرات المتعلقة بما كانت الشركات الناشئة تواجهه بخصوص النماذج الأولية وتصميم المنتجات. ولا سيما أنّ الافتقار لوجود مثل هذا المعمل المتخصص والمحلي، قبل تأسيسه لاحقًا، يدل على أنّ رواد الأعمال والشركات الصغيرة قد اضطروا بسبب ذلك إلى اختبار أفكارهم خارج قطر؛ الأمر الذي كان مرهقًا من ناحية التكاليف، والعمليات التي استغرقها الأمر، ومستنزفًا للوقت أيضًا.

ومن أجل تحقيق طموحه على أرض الواقع، قام بنك قطر للتنمية بتكليف شركة “ابتكار” لتتولى كامل مهمة تأسيس، وتشغيل، وإدارة معمل التصنيع الرقمي هذا الفريد من نوعه. وبناءً على ذلك، طور فريق شركة “ابتكار” مجموعة من الحلول التي تضمنت تعاونًا مشتركًا مع العديد من الجهات المعنية. وقد تمت الاستفادة من هذا التعاون في تصميم المعمل، والإشراف على بنائه، وشراء المعدات اللازمة، وتشكيل فريق من الخبراء التقنيين لتشغيله، واستحداث برامج تدريبية مناسبة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة لكي يتسنى لهم الاستفادة منها، بالإضافة إلى تعزيز دور بيئة الابتكار.

تميزت الحلول التي توصلت إليها شركة “ابتكار” بتوافقها مع الأهداف الرئيسية المرجو تحقيقها، والمتمثلة في رفع مستوى وعي الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال بشأن مختلف التكنولوجيات، والأدوات، والمعدات التي تستخدم في قطاع التصنيع الرقمي. بالإضافة إلى الارتقاء بمستوى مهاراتهم وتعزيز ثقتهم عندما يتعلق الأمر بتصميم واختبار المنتج، إلى جانب تمهيد الطريق أمام ابتكار منتجاتٍ وخدمات إبداعية يغلب عليها الطابع الابتكاري، وتمثل نتاج التصاميم القائمة على التكنولوجيا، وتتميز بأنها موسومة بعبارة “صُنع في قطر”. و من الأهداف الرئيسية الأخرى التي عملت شركة “ابتكار” على تحقيقها تقديم الدعم للشركات الناشئة في القطاع الخاص، وذلك لتمكينها من الاستفادة بشكل كامل من أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، ولتهيئة الفرص أمامها للعب دور فعّال في تطوير اقتصاد قائم على المعرفة في قطر.

 

 

نهجنا

 

 

بمجرد استلام شركة “ابتكار” للمشروع، سارع فريق العمل فيها بتحديد الأمر الذي سيؤدي دورًا هامًا في تحقيق الرضا للمستخدمين؛ ألا وهو تصميم المعمل. ولأجل إيجاد بيئة تُحفز وتعزز مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال خلال رحلتهم الإبداعية، فقد اعتمد فريق الشركة على التصميم المتمركز حول الإنسان، والذي يولي اهتمامًا بالمراحل المختلفة التي تمر بها عملتي التفكير والإبداع، فضلاً عن أنّ فريق شركة “ابتكار” قد قام أيضًا بتقسيم المعمل إلى ثلاث مساحات رئيسية.

صُممت المساحة رقم 1 لاستخدامها خصيصًا لتمهيد عمليات النمذجة الأولية، وهي اليوم ملتقىً لكلٍ من الفرق التقنية والإبداعية التابعة لمعمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab)، ولمستخدمي المعمل؛ حيث يعقدون فيها جلسات العصف الذهني وجلسات التفكير، وذلك لغايات اختبار وتحديد جميع المتطلبات ذات الصلة بأي فكرة أو منتج محتمل. أما المساحة رقم 2، فقد تمّ تخصيصها للنمذجة الأولية محدودة النطاق؛ حيث وُجدت بشكلٍ أساسي لتصميم نماذج أولية صغيرة ومُبتكرة، وذلك باستخدام ما يتوافر في المساحة من وسائل، والتي منها على سبيل الذكر لا الحصر الإلكترونيات، والطباعة على الفينيل، والطباعة ثلاثية الأبعاد. في حين أنّ المساحة رقم 3 خاصة بالنماذج الأولية متوسطة الحجم، والتي يحتاج العمل عليها إلى استخدام آلات ومعدات تصنيع ضخمة. وتجدر الإشارة إلى أنّ المساحة رقم 3 قد تمّ تصميمها بمواصفات تراعي خصوصية استخدامها؛ حيث يجري فيها منع تسرب الغبار والرائحة، كما أنها عازلة للصوت، وتمنع أي إزعاج ينجم عن الضوضاء التي تصدر من عمليات التصنيع.

تميز تصميم معمل التصنيع الرقمي بمراعاته تحقيق عددٍ من الأمور، تتمثل في جعل الابتكار ميسورًا أمام جميع المستخدمين دون إقصاءٍ لأي أحد، بالإضافة إلى إتاحة مشاركة الأفكار والقيم، وتشجيع تنفيذ العمليات القائمة على الاكتفاء الذاتي، والتشجيع على التعاون داخل نطاق المجتمع المترابط. ولأجل ضمان تحقق الغايات المنشودة، فقد اقتضى الأمر تعزيز تصميم المعمل بالخبرة الوطيدة والتكنولوجيات المناسبة، وذلك لضمان أن يبقى صامدًا بغض النظر عمّا سيواجهه من صعوبات وعقبات مع الأيام. ورغم وجود فجوة واضحة في بيئة الابتكار المحلية، سببها الافتقار إلى التكنولوجيا المناسبة، فقد قامت شركة “ابتكار” مع ذلك بتزويد وتجهيز معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab) بأحدث المعدات المتطورة. بما في ذلك الطابعات ثلاثية الأبعاد، والماسحات ثلاثية الأبعاد، وقواطع الليزر، وأجهزة توجيه التحكم الرقمي بالكمبيوتر (أجهزة توجيه سي أن سي). وبالتالي، أتاح ذلك للمبتكرين في قطر إمكانية الاستفادة من العديد من المعدات، والتي يمكنهم استخدامها لاختبار أفكارهم بشكلٍ أسرع، وصناعة منتجات جاهزة للتسويق.

وعن هذا المشروع، فقد صرّح نايف الإبراهيم -الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ابتكار”- قائلاً: “كانت البدايات الأولى لهذا المشروع في فترة الأزمة الخليجية، التي كانت قضية جيوسياسية. ولهذا، ركزنا قدرًا كبيرًا من طاقاتنا على تشكيل فريقٍ يضم متخصصين شغوفين ومهتمين بتولي إدارة برامج التصنيع الرقمي في دولة قطر. وفي الوقت الذي كنا فيه نبذل الجهود لتأسيس معمل التصنيع الرقمي، وضعنا نصب أعيننا هدفًا يتمثل في ضمان استفادة جميع مستخدمي المعمل من التكنولوجيا المتاحة فيه، إلى جانب ضمان تزويدهم بالتوجيه الصحيح الذي يضاعف فرصهم في النجاح.”

وبفضل التجهيزات والموارد المتاحة في معمل التصنيع الرقمي، فقد كان من الأهمية بمكان توظيف تلك في نشر الوعي بشأن التصنيع الرقمي والفوائد التي يُحققها للشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال. ومن منطلق السعي الجاد لتحقيق تلك الغاية، فتحت شركة “ابتكار” قنوات التواصل مع المجتمع المحلي، من خلال عقد العديد من المنافسات، والمؤتمرات، والقيام بزيارات إلى المدارس. علاوةً على ذلك، أقامت “ابتكار” ورش عمل مخصصة استهدفت مختلف الفئات العمرية. وقد جرى في تلك الورش تقديم تدريب خاص للمبتكرين لتعليمهم التصميم بمساعدة الحاسوب، وخاصة النمذجة ثلاثية الأبعاد والتصميمات ثنائية الأبعاد.

وظفت شركة “ابتكار” خبرتها المُثبتة في مجال إدارة المشروعات لتطوير معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab)، وذلك لتقديم المساعدة اللازمة للطلاب، ورواد الأعمال، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والأعمال التجارية الصغيرة خلال مختلف مراحل رحلتهم لتطوير المنتجات الخاصة بهم، بحيث تتخذ هذه المساعدة شكل خدمات ذات صلة بالغايات والأهداف التي يُطمح إلى تحقيقها. ومن الأمثلة على هذه الخدمات ابتكار الأفكار، والتصنيع، وتصميم المنتجات وتجميعها.

أثر المشروع

تبوأ معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab) مكانة رفيعة بين أهم معامل التصنيع الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، والفضل في ذلك يعود إلى مساهمة شركة “ابتكار” في تصميمهِ وتوفير الدعم اللازم له، الذي مكنه من الوصول إلى ما وصل إليه اليوم. وخلال الشهور الستة الأولى من العام 2020، استضاف معمل التصنيع الرقمي 36 ورشةً تدريبيةً، عامة وخاصة، استهدفت رواد الأعمال والشركات الناشئة. كما ساهم المعمل في تطوير 45 نمودجًا أوليًا، لتكون هذه النماذج حصيلة 258 ساعةً من التدريب. فضلاً عن ذلك، قام معمل التصنيع الرقمي خلال تلك الفترة من العام 2020 بتنظيم ما يزيد عن 16 فعالية وندوة، هدفت إلى زيادة إلمام الأفراد وتوعيتهم بخصوص التصنيع الرقمي.

يقف وراء النجاح الذي حققه معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab) الحرص المتواصل من قبل شركة “ابتكار” على تعزيز دور بيئة الابتكار، وتوظيفها جنبًا إلى جنب مع التطوير المستمر للبرامج التدريبية، وذلك لرفد كلٍ من الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال بالمهارات التي تلزمهم لاختبار ما لديهم من أفكار. وبفضل ذلك، نجح معمل التصنيع الرقمي في مد يد العون لأصحاب مشاريع الأعمال من الشباب، عبر مساعدتهم في التغلب على المخاوف المتعلقة بالتمويل وسلامة الأسواق، من خلال اختصار العملية برمتها. حيث يمكن لرواد الأعمال الاستفادة من معمل التصنيع الرقمي في إقامة صلاتٍ مع العملاء المستهدفين، والحصول على التغذية الراجعة اللازمة، التي يحتاجون إليها لتطوير منتجاتهم محليًا، بدلاً من القلق حيال التمويل الذي يحتاجونه لشراء المعدات، أو حتى السفر إلى الخارج لتصنيع منتجاتهم بكمياتٍ كبيرة.

أحدث معمل التصنيع الرقمي، المتميز بمستواه العالمي، تأثيرًا واسع النطاق على بيئة الابتكار الواسعة. ومن أبرز مظاهر هذا التأثير نطاق خدمات المعمل؛ حيث باشر المعمل تقديم خدماته في البداية لرواد الأعمال الناشئين، ثم تمّ العمل على توسيع نطاق خدماته، حتى حاز معمل التصنيع الرقمي على ثقة عددٍ من كبريات المؤسسات، مثل مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهيئة متاحف قطر. حيث تستفيد هذه المؤسسات من معمل التصنيع الرقمي لغايات تطوير منتجاتٍ مبتكرة إبداعية.

لعب معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab) دورًا في تحقيق قصص نجاحٍ للمصانع والأعمال التجارية الصغيرة التي استفادت مما يقدمه من خدمات، والتي عملت على تيسير عمليات الإنتاج وتذليل أي عقبات واجهتها، فضلاً عن مساهمة خدمات المعمل الرقمي في تعزيز كفاءة عملها. زيادةً على ذلك، تمكن الكثير من مستخدمي معمل التصنيع الرقمي في مركز حاضنة قطر للأعمال (QBIC Fab Lab) من إنتاج قطع غيار وأتمت عناصر في خطوط الإنتاج الخاصة بهم في المعمل، وسط أجواء تميزت باستبعادها لأي فكرة تتعلق بإجراء مثل هذه العمليات خارج قطر.

Verified by MonsterInsights