دروس قيادية: بناء ثقافة ابتكار مستدامة

 

الابتكار ليس وجهة؛ بل هو تطور مستمر. هذه هي الرسالة الأساسية من ورقتنا البيضاء الأخيرة، التي تقدم إرشادات حيوية للمنظمات التي تهدف إلى تحقيق ابتكار مستدام.

تسلط الورقة البيضاء الضوء على التحول الضروري – الابتعاد عن المبادرات المتقطعة القائمة على المشاريع نحو عملية مستمرة ومترسخة من الابتكار.

مرر إلى نهاية المقال لتنزيل الورقة البيضاء الكاملة بصيغة PDF، أو تابع القراءة لاكتشاف الدروس الأساسية للقادة الذين يتطلعون إلى دعم الابتكار.


حان الوقت للتحرر من فخ المشاريع 


بالنسبة للعديد من المنظمات، يُحصر الابتكار في مشاريع منفصلة — تعالج مسألة أو مشكلة محددة ضمن سياق ضيق. رغم أن هذه المشاريع قد تنجح في تقديم حلول قصيرة الأجل، إلا أنها نادراً ما تثير تغييرًا دائمًا وتحوليًا. يتطلب الابتكار الحقيقي نهجًا أكثر شمولية وتكاملاً. 

يعني هذا التحرك بما يتجاوز المبادرات المنعزلة وتعزيز ثقافة يكون فيها الابتكار مسؤولية الجميع، وليس مجرد اختصاص فريق مخصص. يتطلب تنمية هذا الشعور بالملكية للابتكار على مستوى المنظمة بأكملها تغييرًا جذريًا في العقلية.


كل رحلة ناجحة تحتاج إلى خارطة طريق واضحة 


بدون رؤية واضحة للتحديات المقبلة، يمكن أن تصبح جهود الابتكار مجزأة وسرعان ماتفقد اتجاهها. الإطار المنظم الذي نوضحه في ورقتنا البيضاء يقدم خارطة طريق لرحلة ابتكار ناجحة — مقدماً نموذجاً عملياً وقابلاً للتكيف من أربع مراحل. 

يبدأ ببناء فهم مشترك لما يعنيه الابتكار في سياق المنظمة، ثم ينتقل إلى تطوير المهارات والموارد اللازمة، وتعزيز التعاون، وفي النهاية دمج الابتكار في الحمض النووي للمنظمة.


تبدأ ثقافة الابتكار بالدعم من القمة… 

الابتكار ليس مجرد تبني تقنيات جديدة أو مطاردة أحدث الاتجاهات (الترند) او (الموضة). بل يمثل تحولًا ثقافيًا عميقًا، يتطلب تغييرًا في العقلية والسلوكيات على مستوى المنظمة بأكملها. يتعلق الأمر ببناء ثقافة تقدر الإبداع، والتعاون، والاستعداد لتحدي التفكير التقليدي.

يلعب القادة دورًا حيويًا في قيادة هذا التحول الثقافي. من خلال دعم الابتكار بحيوية ونشاط، والاعتراف بالمساهمات المبتكرة ومكافأتها، وبناء ثقافة التعلم المستمر، يمكن للقادة خلق بيئة يزدهر فيها الابتكار.


ولكنها تنجح  بإشراك جميع الموظفين..


بينما يعتبر دعم القيادة أمرًا أساسيًا، فإن تطوير ثقافة ابتكار مستدامة يتطلب جهدًا مشتركًا من جميع أعضاء المنظمة. وهذا يعني تمكين الموظفين على جميع المستويات من المساهمة — البحث عن قيمة مساهمات الموظفين وتقديرها، وتقديم ملاحظات بناءة، والاحتفال بالنجاحات.

يمكن أن يتخذ هذا أشكالًا متنوعة: توفير الوصول إلى فرص التدريب والتطوير، تجهيز الموظفين بالأدوات والموارد اللازمة، أو إنشاء مساحات مخصصة للابتكار أو مختبرات كنقطة محورية لأنشطة الابتكار.


كل رحلة ابتكار في اي منظمة تختلف عن غيرها


عندما يتعلق الأمر بالابتكار، لا يوجد حل واحد يناسب الجميع. نعمل مع القادة لتقييم قدرات منظماتهم وتكييف إطار عملنا ليتماشى مع أهدافهم الفريدة وتحدياتهم. قد يتضمن ذلك تعديل الأنشطة المحددة في كل مرحلة أو تعديل الوتيرة (الاطار) العامة للتنفيذ.

الهدف هو الوصول إلى نسخة من الإطار يمكن تنفيذها بشكل متسق وشامل، بما يضمن أن تصبح جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية المنظمة وعملياتها.


الانفتاح على التغيير هو مؤشر رئيسي للنجاح


يُعتبر تبني التغيير أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الابتكار الناجح — ليس فقط بقبول طرق التفكير المختلفة ولكن بتشجيعها بشكل فعال. وهذا يعني تجاوز قيود “الخوف من الفشل” وتبني منهج التجريب.

يتطلب ذلك عقلية نمو، حيث تُعتبر التحديات فرصًا للتعلم والتحسين. يجب على القادة دعم هذا الموقف، وخلق بيئة ترحب بالأفكار الجديدة، ويشعر فيها الموظفون بالتمكين لتحدي (بالتمكن من تحدي) الوضع الراهن.


اكتشف إطارًا للنجاح في الابتكار


تستكشف ورقتنا البيضاء الأخيرة، “زرع الابتكار في قطر: الانتقال من التفكير القائم على المشاريع إلى التفكير الشامل”، الحجج المذكورة أعلاه بمزيد من التفصيل — وتقدم إطارًا منطقيًا للقادة في المنظمات الذين يتطلعون إلى بناء والحفاظ على ثقافة الابتكار.



املأ النموذج أدناه لتنزيل نسختك اليوم — واتخذ الخطوات الأولى في رحلتك نحو الابتكار.

 
 

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
Name
Are you excited to read the full white paper?

 

 

 

الورقة البيضاء: غرس الابتكار في قطر

 

 

الابتكار هو شريان الحياة للتقدم، وبالنسبة لقطر، فهو مفتاح تحقيق الأهداف الطموحة الموضحة في استراتيجية التنمية الوطنية ورؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠. 

جميع المكونات الأساسية للابتكار موجودة: القوى العاملة الموهوبة، الطموح، والدافعية. 

 

ومع ذلك، فإن توليد الأفكار المبتكرة ليس كافياً. تحتاج المنظمات إلى نهج منظم لتحويل تلك الأفكار إلى نتائج ملموسة. 

 

 

وهذا يتطلب تحولاً جذرياً في العقلية – من رؤية الابتكار كسلسلة من المشاريع المنفصلة إلى اعتباره عملية مستمرة مدمجة في نسيج المنظمة.

 

تستكشف ورقتنا البيضاء الأخيرة “تأصيل الابتكار في قطر: الانتقال من التفكير القائم على المشاريع إلى التفكير الشامل” التحول الضروري للانتقال من الابتكار القائم على المشاريع قصيرة الأجل إلى زراعة نظام بيئي مستدام ومزدهر للابتكار داخل المنظمات. 

 

 

تواجه العديد من المنظمات في قطر، على الرغم من إمكاناتها، صعوبة في الابتكار. يمكن أن يقدم النهج القائم على المشاريع نتائج قصيرة الأجل، لكنه غالبًا ما يفشل في دمج الابتكار بعمق داخل المنظمة. يؤدي ذلك إلى مبادرات مجزأة، وجهود معزولة، وعدم وجود تأثير دائم. 

 

بدون نظام بيئي داعم، تظل الإمكانيات للتغيير التحويلي غير مستغلة. الحل هو زراعة بيئة يزدهر فيها ريادة الأعمال الداخلية، وتمكين الأفراد كعوامل للتغيير، ووضع أنظمة الدعم اللازمة.

 

 

إطار عمل شامل للابتكار المستدام

 

 

الإطار الذي نقدمه في الورقة البيضاء قابل للتكيف والتطبيق عبر مختلف القطاعات والهياكل التنظيمية. سواء كنت تعمل في وزارة حكومية تسعى لتعزيز تفاعل المواطنين أو في شركة تصنيع تسعى للبقاء قادرة على المنافسة، يوفر الإطار نهجًا منظمًا لتحقيق أهداف الابتكار. 

 

المفتاح هو التنفيذ المتسق والشامل، وتكييف الإطار لمعالجة التحديات التنظيمية المحددة أثناء اتباع عملية منطقية محددة بأربع مراحل مترابطة:

 

 

الوعي

 

 

تركز هذه المرحلة على بناء فهم مشترك لما يعنيه الابتكار حقًا. تتضمن تحدي العقليات الحالية، ومعالجة مقاومة التغيير، وتعزيز رؤية مشتركة لدور الابتكار في تحقيق النجاح التنظيمي. تعتبر ورش العمل التفاعلية، وجلسات التدريب المثيرة، واستراتيجيات التواصل الواضحة أمورًا حيوية لضمان الحصول على الموافقة على جميع المستويات.

 

 

القدرات

 

 

يتطلب بناء ثقافة ابتكار مستدامة أكثر من مجرد أفكار جيدة؛ إنه يتطلب مهارات محددة، ومعرفة، وموارد. هذا يعني ان يشمل ذلك تقييم القدرات الابتكارية الحالية، وتحديد الفجوات، وتقديم برامج تدريب مستهدفة لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة في مجالات مثل التفكير التصميمي، وحل المشكلات، والتعاون الإبداعي. يتضمن أيضًا إنشاء البنية التحتية والموارد اللازمة لدعم الابتكار، مثل مختبرات الابتكار المخصصة وآليات التمويل.

 

 

التعاون المشترك (الابداع المشترك)

 

 

يزدهر الابتكار في بيئات تعاونية. تركز هذه المرحلة على كسر الحواجز وتعزيز التعاون داخل المنظمة ومع الشركاء الخارجيين. تشجع على فرق العمل متعددة التخصصات، وممارسات الابتكار المفتوح، والاستفادة من الخبرات الخارجية لتسريع جهود الابتكار. تُستخدم المشاريع التجريبية لاختبار وتحسين الحلول المبتكرة في بيئة محكومة، مما يسمح بالتعلم التكراري والتكيف.

 

 

الاستدامة

 

 

لضمان قيمة دائمة، يجب دمج الابتكار في الحمض النووي للمنظمة. تركز هذه المرحلة على دمج الابتكار في ثقافة المنظمة وعملياتها وأطر اتخاذ القرار. يتضمن ذلك وضع مقاييس واضحة لمراقبة وتقييم تأثير مبادرات الابتكار، وتطوير عمليات لالتقاط وتنفيذ الأفكار المبتكرة، وتعزيز التزام القيادة بمكافأة وتقدير الابتكار.

 

 

لماذا يعتبر الابتكار الصحيح أمرًا حيويًا

 

 

إن تبني نهج شامل للابتكار ليس مجرد ميزة استراتيجية؛ إنه ضرورة للمنظمات في قطر لتزدهر في مشهد عالمي تنافسي. تظهر الأبحاث باستمرار وجود علاقة قوية بين الابتكار والنتائج الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية. بالنسبة لقطر، يترجم هذا إلى تحسين نتائج المواطنين، وزيادة قدرة القطاع العام، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص.

 

 

الانتقال من الابتكار القائم على المشاريع إلى تبني نهج طويل الأجل ومستدام هو أمر حاسم لمستقبل قطر. يقدم الإطار المقدم أساسًا لزرع نظام بيئي مزدهر للابتكار. إنه دعوة للتعاون، ودليل لتوجيه تعقيدات الابتكار، ومحفز لإطلاق الإمكانات الهائلة داخل المنظمات.

 

قم بتحميل ورقتنا البيضاء اليوم لاتخاذ الخطوات الأولى نحو بناء ثقافة ابتكار مستدامة. 

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
الاسم
هل أنت مهتم بقراءة الورقة البيضاء؟

لماذا نحتاج إلى نهج أكثر شمولية في الابتكار.

 

تشير أبحاث مجموعة بوسطن الاستشارية إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع المديرين التنفيذيين حول العالم يعتبرون الابتكار من بين أولوياتهم الثلاث الأولى داخل منظماتهم. ومع ذلك، فإن 6% فقط منهم راضون عن أدائهم، وفقًا لاستطلاع حديث أجرته شركة ماكينزي

 

هذه فجوة كبيرة، وتكشف عن مشكلة شائعة في مواقف المنظمات تجاه الابتكار – فهم يعرفون أنه يجب أن يكون من أولوياتهم، لكنهم لا يرون قيمة كافية من جهودهم.

 

السؤال هنا ليس هل يجب ان نصبح مبتكرين؟ وانما كيف نصبح مبتكرين؟ كيف يمكن للمنظمات توجيه هذا الحماس نحو الابتكار بطريقة تحقق نتائج ملموسة ومستدامة بمرور الوقت؟

الإجابة هي إعادة النظر في ما يعنيه الابتكار حقًا.

 

الابتكار الحقيقي يتجاوز بكثير مجرد تنفيذ أحدث التقنيات أو متابعة المشاريع قصيرة الأجل،  إنه يتطلب تغييرًا جذريًا في العقلية، والانتقال نحو تطوير “ثقافة الابتكار” الحقيقية داخل المنظمات.

 

الاعتماد فقط على الابتكار القائم على المشاريع غالبًا ما يؤدي إلى مبادرات مجزأة تفشل في تقديم قيمة دائمة، في حين أن هذه المشاريع قد تحقق مكاسب مؤقتة أو تعالج تحديات محددة، إلا أنها غالبًا ما تفشل في الانتشار عبر المنظمة بأكملها.

 

غالبًا ما يؤدي هذا النهج إلى عقلية “نكهة الشهر”، حيث يتلاشى الحماس للابتكار بمجرد انتهاء المشروع، مما يترك وراءه سلسلة من المبادرات غير المكتملة والفرص الضائعة.

تطوير ثقافة الابتكار يتطلب نهجًا أكثر شمولية، يدمج الابتكار في جوهر المنظمة.

 

يتضمن ذلك تعزيز بيئة تشجع على التعاون، والتواصل المفتوح، والاستعداد لتحمل المخاطر والتعلم من الفشل

كما يتطلب أيضاَ تمكين الموظفين – على جميع المستويات – من المساهمة بأفكارهم وخبراتهم، مما يخلق شعوراَ بالملكية المشتركة لعملية الابتكار.

 

في ابتكار، شهدنا عن كثب حدود الابتكار القائم على المشاريع.

 

و على الرغم من أننا حققنا نجاحاَ كبيراً في التعاون مع المنظمات في مشاريع محددة، إلا أننا ندرك أن التأثير الحقيقي والمستدام يتطلب تحولاَ ثقافياَ أعمق.

 

استجابة لذلك، قمنا بتطوير إطار عمل شامل للابتكار مصمم لمساعدة المنظمات على تجاوز المكاسب السريعة ودمج الابتكار في عملياتها الأساسية.

 

إطار عملنا، المستند على سنوات من الخبرة والمعرفة في مجال الابتكار، يوفر خارطة طريق للمنظمات لإنشاء نظام بيئي مزدهر للابتكار.

 

لا يركز فقط على أهمية صناعة افكار مبتكرة، ولكن بناء القدرات لتنفيذ هذه الافكار بطريقة صحيحة ومستدامة، بناء الاساسات للابتكار لينمو ويزدهر.

صممت الخارطة لتكون موائمة لاي منظمة بغض النظر عن النمو، الحجم، الهيكل، او المجال.

 

هذا الاطار يعرف ٤ مراحل في رحلة الابتكار

 

الوعي: بناء مفهوم متفق عليه للابتكار داهل المنظمة، تعريف الابتكار بدقة وماذا يعنيه وأهميته للنجاح

القدرات: تقييم قدرة المنظمة الخالية علي الابتكار  بتحديد نقاط القوة والأماكن التي يمكن التحسن فيها

الابتكار المشترك: تشجيع ثقافة التعاون وتبادل المعرفة، داخل المؤسسة وبينها وبين الشركاء

الاستدامة: غرس الابتكار في ثقافة المنظمة، العمليات الداخلية، و أطر صناعة القرار

 

ورقتنا البيضاء القادمة ستناقش الاطار بالتفصيل – عارضة اضاءات اكثر- حول كيفية تحويل المنظمات لهذا التفكير لممارسة والوصول لحقيقة فوائد الثقافة الابتكارية.

 

لتكون من أوائل من يتلقون نسخة من الورقة، انضم لقائمة الايميلات بالاسفل او تابعنا عبر منصاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي لآخر الاخبار.

 

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.
الاسم
هل أنت مهتم بقراءة الورقة البيضاء؟

من خلال هذه الورقة البيضاء، ندعوكم إلى تغيير تصوركم العميق بخصوص تبني الابتكار؛ وذلك من خلال عدم اقتصار تصوره في إطار أوقات الأزمات فحسب؛ بل من خلال تصورهِ أيضًا دافعًا ومحفزًا للتطور.

ندعوكم أيضًا للقراءة عن الدور الذي أدته الأطراف الفاعلة الرئيسية في قطر بخصوص تبني الابتكار ضمن أطر المشتريات، وذلك لتحقيق النتائج الواردة في الجزء الذي سيتم استعراضه تاليًا.

نظرة عامة:

في المشهد العالمي الحالي، أصبح الشئ الوحيد الثابت هو التغيير؛ فالجهات العامة والشركات على حد سواء ترتابها الحيرة وتواجه الضغوطات بوتيرة متسارعة وغير مسبوقة. وهنا، تظهر حاجة متزايدة لإعداد وتبني الأدوات وأُطر المشتريات المناسبة. وهذه الحاجة المُلحة مقترنة بما يتعلق بارتفاع التكاليف، وحتى ديناميكيات السوق سريعة التغير. وعن دور الأدوات وأُطر المشتريات المناسبة التي تزداد الحاجة لها، فهي تساهم في تحقيق الفعالية فيما يتعلق بإدارة النفقات، وتحسين الأوضاع النقدية، وتجاوز الاضطرابات.

 

عندما تظهر الشكوك والتحديات، لا تصبح الحاجة إلى الابتكار أمرًا بالغ الأهمية فحسب؛ بل تصبح هذه الحاجة أمرًا من الطبيعي تلبيته في مثل هذه الحالة. كما أنّ إعادة النظر في كل جوانب مهام المشتريات تصبح عاملاً رئيسيًا حاسمًا فيما يتعلق بالقيام بدورٍ رائد وفعال للخروج من الأزمات في ظل حالة عدم الاستقرار التي نشهدها.

 

في الفترة التي تعرضت فيها قطر لتأثيرات كلٍ من جائحة وباء كورونا والحصار الذي فُرض عليها، وجدت الدولة نفسها أمام موقف استثنائي ومعقدٍ في نفس الوقت، وعلى الرغم من ذلك، مثّل هذان الحدثان حوافز دفعت جميع الجهات صاحبة المصلحة إلى تبني الابتكار لغاية تقديم أفكارٍ إبداعية حول المستقبل، ولأجل الظهور بصورة أقوى وإظهار القدرة على الصمود. ومن هنا، تأتي هذه الورقة البيضاء لتتناول النُهج التي تمّ تبنيها، إلى جانب أهم النتائج والدروس المستفادة.

النهج:

من منطلق دورها كشريكٍ في مجال الابتكار، ومن منطلق التزامها أيضًا بدفع عجلة النمو المستدام وتيسير عمليات التحوّل الناجحة، عملت شركة “ابتكار” على تنظيم فعاليات الطاولة المستديرة بعنوان: “أطر المشتريات الممكنة للابتكار”. وخلال هذه الفعاليات، ساهم المشاركون في تسليط الضوء على أفضل الممارسات في القطاع الصناعي، وعلى الدور البالغ الأهمية الذي يؤديه تكييف العمليات المتطورة للمشتريات في دعم الابتكار في البيئة الحاضنة له. ومن أولئك المشاركون شخصياتٌ قيادية من مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وخدمات أمازون ويب، وحصاد الغذائية، وغيرهم الكثير.

 

وقبل فهم الكيفية التي تمّ من خلالها تبني عمليات المشتريات المتطورة من قبل الأطراف الرئيسية المعنية، لا بدّ أولاً من إلقاء نظرة على تاريخ عملية المشتريات والتوقف عندها لوهلة؛ وذلك لأن الممارسات ذات الصلة بالمشتريات التي كانت متبناةً في الماضي لم تعد مجدية اليوم.

 

عند النظر إلى الأهرامات في مصر، والتي كان تشييدها بمثابة مشروع ضخمٍ للغاية، سيُلاحظ أنّ بناءها قد تمّ من خلال التزود بالمواد اللازمة لتحقيق متطلبات ذلك المشروع، وقد تطلب ذلك قدرًا كبيرًا من السيطرة. ومع مرور الوقت، تحولت المشتريات تدريجيًا لتصبح من المتطلبات الاستراتيجية خلال عصر النهضة؛ إذ لعبت دورًا حاسمًا في دعم الدول في تلك الفترة. ومع مجيء الثورة الصناعية، صاحب تلك الثورة تركيز على الإنتاج الضخم لكميات كبيرة، كما صاحبها تركيز على دور المشتريات للوصول بالكفاءة إلى حدودها المُثلى. وبحلول القرن العشرين، أصبحت المشتريات أكثر جمودًا في المؤسسات، ولا سيما مع ما شهده ذلك القرن من ظهور للتكنولوجيا والاتصالات الرقمية.

 

من جهةٍ أخرى، عند النظر إلى المشتريات بأحوالها الاعتيادية، ومن منظورٍ تقليدي، سيُلاحظ أنها تتمحور حول إدارة التوقعات والإبقاء على السيطرة. في حين أنّ الابتكار يستمد ازدهاره ونماءه من البحث في كل ما هو غير مألوف والتطرق إلى كل ما يكتنفه الغموض. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على تعارضهما مع .بعضهما الآخر

النتائج:

شركة ابتكار: حالة الابتكار

في الوقت الذي تسير فيه دولة قطر بخطىً ثابتة نحو تحقيق النمو المستدام، حرصت الدولة على مدى العقدين الماضيين على الاستثمار بنجاح في البنية التحتية عالمية المستوى. واليوم، تحول تركيز الدولة نحو تبني الحلول والخدمات المبتكرة، وذلك من أجل تعزيز المضي قدمًا بالبلاد.

 

تعي دولة قطر جيدًا أنّ التقدم المستدام لا يعتمد فقط على البنية التحتية المادية؛ فهي تدرك كذلك أنه يعتمد أيضًا على تسخير والاستفادة من قوة كلٍ من التكنولوجيات المتطورة، والأفكار المبتكرة، والشراكات التعاونية. وبالنسبة للشركات، فهي تأخذ هذا التحول في عين الاعتبار، وقد باشرت العمل بناءً على ذلك.

 

يوجد في قطر مؤسسةٌ سعت إلى الاستفادة من الابتكار ومواكبة العصر الحالي من خلال عملية مشتريات تقليدية، ولهذا دعت إلى مناقصة لطرح عطاءات من السوق. باشرت هذه المؤسسة مشروعًا للاستعاضة عن الأيدي العاملة في تنظيف الواجهات بالروبوتات. وقد بدأت عملية المشتريات على شكل مناقصة، وقد صاحبها جلسات توضيحية بين العملاء والموردين. وخلال إجراء النقاشات، برز عدد من التحديات، وأدى استمرار هذه العملية مع مرور الوقت إلى زيادة في تمديد الأطر الزمنية؛ الأمر الذي نتج عنه تأخير مدته عامٌ واحد فيما يخص إجراء تجارب الابتكار. وعن تداعيات ما حدث، فقد كان له تأثير سلبي على المؤسسة، وقد طال .هذا التأثير السلبي إمكانيات التطوير والابتكار في الدولة

وهنا، لا بدّ من طرح سؤال مفاده: “هل يستفيد الابتكار من مثل عملية المناقصة هذه التي تتسم بالجمود؟” والإجابة الحتمية عن هذا السؤال هي “لا”؛ فالحالة التي تمّ تناولها في المثال المذكور أعلاه كانت في أمس الحاجة إلى وجود ضمان، والمشكلة المطروحة تحتاج إلى حل لم يخضع للتجربة. ولذلك، لم يتمكن أيٌ من مقدمي العطاءات من استيفاء المتطلبات.

 

ومع وجود عدم توافق واضح بين كلٍ من التوقعات التي تسيطر عليها المشتريات والطبيعة المتقلبة للابتكار، يظل السؤال المطروح هو: “كيف بمقدور مبادئ المشتريات التقليدية أن تُطلق العنان للابتكار وسط الأفكار التي تتسم بأنها غير تقليدية؟

 

تعتقد شركة “ابتكار” اعتقادًا راسخًا أنّ على الشركات تخطي حدود المألوف ومواجهة الوضع القائم عندما يتعلق الأمر بالأدوات والوسائل التي يتم توظيفها في المشتريات. وعوضًا عن الدخول في نقاشات متكررة بشأن المشتريات، من الضروري صب الاهتمام وتحويل التركيز على استحداث عمليات مشتريات تتسم بالمرونة والتطور. وبالتالي، يكتسب التعاون دورًا محوريًا عندما تسعى الشركات للعمل معًا، كما أنّ تبني هذا النهج سيساهم في تمكين الابتكار وتفعيل دوره، بالإضافة إلى مساهمته في إحراز تقدم حقيقي وملموس

مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار (QRDI): الشراكات القائمة على الأبحاث هي الأهم

 

في سبيل التعرف على أفضل الممارسات لتبني الابتكار، أجرى مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار دراسة تحليلية شاملة للشركات في جميع أنحاء العالم. ومن ميزات هذه العملية أخذها في عين الاعتبار وجهات النظر الإقليمية والعالمية، وذلك من منطلق إدراكها بأنّ الابتكار المؤسسي يُصنف عادة في أحد ثلاثة نماذج، وهي: البناء، والشراكة، والاكتساب.

 

يتماشى نموذج الشراكة بشكلٍ وثيق مع ممارسات وطبيعة الأعمال التجارية على المستوى المحلي. كما أنّ التعاون مع الشركاء الخارجيين، أمثال الشركات الناشئة، والجامعات، ومؤسسات الأبحاث، يساهم في توسيع نطاق الانتشار، ويتيح إمكانية الوصول  إلى مبتكرين من جميع أنحاء العالم. علمًا بأنّ  عقد الشراكات الاستراتيجية الفعالة يُمكن الشركات من الاستفادة من الخبرات المتنوعة، إلى جانب ابتكار الحلول المشتركة، وتسريع وتيرة عملية الابتكار.

 

إنّ الغاية الأساسية المراد تحقيقها من تطبيق الابتكار المفتوح في كبريات المؤسسات المحلية تتمثل في استحداث أسلوب يتسم بالنزاهة والشفافية، ليتم تبنيه عند التعامل مع المبتكرين، دون وجود حاجة للالتزام والتقيد بعملية المشتريات ذات الطبيعة الجامدة.

 

لتحقيق النجاح في الابتكار ضمن نطاق المؤسسات، هناك عددٌ من المتطلبات التي لا بدّ من تلبيتها. وهي تشتمل على وجود دعمٍ قوي من الإدارة، وتأييد الابتكار والموافقة عليه، جنبًا إلى جنب مع وجود كفاءات مؤهلة في المؤسسة. هذا ويعتبر التعاون مع شركة حصاد الغذائية خير مثالٍ ناجح يمكن طرحه فيما يتعلق بالشراكة والدعم الذي يتم تلقيه من الإدارة.

شركة حصاد الغذائية: نهج استباقي لإدارة الشركة والموظفين في مواجهة الأزمة

 

حصاد الغذائية هي شركة استثمارية تولي اهتمامًا بالأمن الغذائي في قطر، وقد أحرزت هذه الشركة تقدمًا كبيرًا في السنوات الخمس الماضية، وكان الدافع وراء هذا التقدم التحديات التي فرضها الحصار، والتي دفعت شركة حصاد الغذائية إلى تولي قيادة عملية إحداث تغيرات انتقالية في المجال الذي تُعنى به الشركة. إنّ ما حققته حصاد الغذائية يُعد حالة مميزة تستحق الدراسة، كما أنّ رد الفعل المبتكر الذي قامت به الشركة فيما يتعلق بتعاملها مع حالة الغموض والظروف التي اعترضت طريقها يمكن أن تتعلم منه الشركات الأخرى؛ لتستفيد منه عندما تجد نفسها في مثل ذلك الموقف.

 

عندما وجدت حصاد الغذائية نفسها في مواجهة الحصار، تكيفت مع الموقف بسرعة، وذلك لضمان استمرار الإمدادات من السلع الضرورية. في تلك الفترة، ظلت شركة حصاد الغذائية متيقنة أنه “لا وجود للمستحيل”، كما كانت مدركة جيدًا أنّ العملية التقليدية للمشتريات تنطوي على بعض التحديات. لهذا، اتخذت الشركة نهجًا استباقيًا فعالاً يخص إدارة الشركة والموظفين، كما توصلت إلى حلول مبتكرة للمشاكل المعقدة.

 

عملت شركة حصاد الغذائية على إعادة صياغة عملية المشتريات الخاصة بها. كما وسعت نطاق قدراتها الإنتاجية المحلية بشكلٍ استراتيجي، وذلك من خلال تقليل مراحل الموافقة. وقامت الشركة كذلك بوضع استراتيجية بناءً على البيانات، ووجهات النظر، والعمليات الرشيقة. إلى جانب تحقيقها لإنجازاتٍ كبيرة، من خلال التخلص من الإجراءات الزائدة عن الحاجة التي لا لزوم لها، وتقليل المتطلبات التي لا أهمية لها. وقد نجم عن تلك الإجراءات التي اتخذتها حصاد الغذائية انخفاض مذهل وملحوظ في وقت عملية المشتريات، وذلك بنسبة 30-35%، ونجم عنها أيضًا زيادة بالطاقة الإنتاجية في قطاع الدواجن بنسبة 30%، كما ساهمت تلك الإجراءات أيضًا في حدوث زيادة كبيرة في إنتاج الخضروات.

 

يعتبر برنامج قطر للابتكار المفتوح الذي أطلقته حصاد الغذائية من الإنجازات المتطورة الأخرى التي حققها الشركة. وتتمثل أهمية هذا البرنامج في أنه يوفر لها بيئة آمنة وملائمة لتمكينها من استكشاف الأفكار المبتكرة واختبارها، ومثل هذه الأفكار تتسم بأنها قد لا صالحة أو ملائمة لعملية المشتريات التقليدية.

 

وعليه، يمكن القول في الخلاصة أنّ تجربة شركة حصاد الغذائية إن دلت على شيء فهي تدل على ضرورة الإبقاء على عملية إعادة التقييم مستمرة، وتدل على أهمية المرونة، وتبني نهج عمل استباقي. وتحقيق هذه الأمور على أرض الواقع يتطلب وجهات نظر متغيرة، ومبادرة للتعلم، وإقامة شراكات مع الخبراء، واتخاذًا للإجراءات اللازمة.

خدمات أمازون ويب: تبني التكنولوجيا الرقمية في عملية المشتريات هو الأهم

أدى التحول الرقمي دورًا فعالاً في مختلف الحكومات، وذلك من خلال إتاحتهِ نهجًا أكثر كفاءة وابتكارًا. ويعتبر تطبيق خدمات أمازون ويب (AWS) للتكنولوجيا الرقمية مع بعض حكومات دول مجلس التعاون الخليجي دليلاً مقنعًا على القوة التي تتمتع بها التكنولوجيا الخاصة بهذه الخدمات، وقد ألهم سوق خدمات أمازون ويب (AWS Marketplace) التوجه نحو الاستفادة من الحلول التكنولوجية المتقدمة في هذا القطاع، ولا سيما أنّ هذا السوق يتميز بتوفيره تجربة مستخدمٍ سلسة.

 

تستطيع الشركات من خلال الاستفادة من سوق خدمات أمازون ويب والمنصات المركزية التي تعتبر مماثلة لها أن تحدث ثورةً في عمليات المشتريات الخاصة بها، وهذه الثورة تأتي من خلال تبني أدوات مبتكرة للمشتريات. علمًا بأنّ مثل هذه المنصات المركزية توفر نهجًا مركزيًا يساهم بتقليل مخاطر المشتريات.

 

وبهذا الشكل، تستطيع الشركات تقييم عروض البرمجيات والمشاركة في التجارب قبل إتمام عملية الشراء؛ الأمر الذي يقلل من مخاطر الاستثمار في البرمجيات التي قد لا تتلاءم مع متطلباتها. وبالتالي، يؤدي ذلك في المحصلة إلى تحسين الإنفاق، وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المالية.

 

ساهم تفعيل المنصات الرقمية والأسواق المركزية، والتي من الأمثلة عليها سوق خدمات أمازون ويب، في تزويد المؤسسات بعمليات شراء أسرع، إلى جانب تزويدها بخيارات متنوعة للبرمجيات، مما أدى إلى إطلاق العنان لكامل إمكانيات المشتريات بفضل الحلول القائمة على التكنولوجيا.

السبيل للمضي قدمًا: إعادة تصور عملية المشتريات

لقد تناولت هذه الورقة البيضاء أهمية الاستفادة من عمليات المشتريات في تعزيز الابتكار التنظيمي، وتوصلت إلى أنّ تبني الابتكار يُعد من العوامل الحاسمة وبالغة الأهمية لتحقيق النجاح. وعند النظر إلى دراسة حالة شركة حصاد الغذائية ووجهات النظر الخاصة برواد هذا القطاع، سيُلاحظ من خلالها وبشكلٍ واضح للعيان أنها تمثل دليلاً على ضرورة اتخاذ عددٍ من الإجراءات من أجل تبني عمليات المشتريات المتطورة.

 

 تكوين صورة جديدة عن عملية المشتريات

من الضروري اتباع نهج شمولي للتخلص من الإجراءات الزائدة عن الحاجة التي لا لزوم لها في عملية المشتريات، وقد تشتمل مثل هذه الإجراءات على إلغاء المتطلبات غير الضرورية، بالإضافة إلى تقليل مراحل الموافقة، مع العمل في نفس الوقت على زيادة إدخال البيانات لضمان اتخاذ القرارات الصائبة.

 

 اعتماد الابتكار المفتوح كوسيلة

تُساهم الاستفادة من كلٍ من إمكانيات الابتكار المفتوح والدعم الحكومي في تمكين الشركات من الانتفاع من المزيد من الأفكار والحلول المبتكرة من مصادر أخرى.

إلى جانب ذلك، تستطيع الشركات من خلال تبني الابتكار المفتوح الاستفادة مما عند الشركاء الخارجيين من خبرةٍ وإبداع؛ الأمر الذي يساهم بدوره في تعزيز التعاون، وتعزيز ممارسات المشتريات ذات الفكر التقدمي.

 

 الاستفادة من حلول البرمجيات المُقدمة من قبل سوق خدمات أمازون ويب

بإمكان الشركات الاستفادة من سوق خدمات أمازون ويب باعتبار مصدرًا قيمًا لحلول البرمجيات؛ حيث يتاح لها من خلاله الوصول إلى مجموعة متنوعة من التطبيقات المبتكرة، التي يوفرها الموردين المعتمدين، والتي يمكن الانتفاع منها لتبسيط عملية المشتريات. بالإضافة إلى ذلك، يساهم تبني التكنولوجيا وتبني النهج الرقمي في تعزيز المنافسة، إلى جانب ضمان أن يحظى جميع الموردون بفرص عادلة ومتكافئة.

تعتبر أطر المشتريات الممكنة للابتكار ضرورة استراتيجية ومسارًا لتحقيق التنمية المستدامة والمزايا التنافسية.

 

والسؤال الحاسم هنا هو كيف بمقدورنا تحفيز الابتكار العملي يوميًا دون انتظار أن تحل أزمة ما وتدفعنا إلى التطور؟